داود والعنكبوت – أوصر هٓمدرٓشيم

عمر حكمت الخولي

أوصر هٓمدرٓشيم: ألفا بيتا د بن سيرا، ألفا بيتا أحرت لبن سيرا

يقول مدرش ألفا بيتا د بن سيرا (مدراش ألف باء للربِّي بن سيرا) في تفسير الآية 20 من المزمور 31: “تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ”:

“مرَّةً كان داودُ ملكُ إسرائيلَ – عليه السلامُ – جالساً في جنَّته، فرأى دبُّوراً يأكل عنكبوتاً، ثم جاء أحمقُ وفي يده عصاً وشرع يطردهما. فقال داودُ للقدُّوسِ مباركٌ هو: «يا ربَّ العالمين، ما فائدةُ هذه [المخلوقات] التي برأتَها في العالم؟ الدبُّورةُ تأكلُ العسلَ وتلسعُ ولا فائدةَ منها، والعنكبوتُ ينسجُ كلَّ السنةِ [خيوطَه] ولا يلبسُها، والأحمقُ بلا عقلٍ ويؤذي مخلوقاتكَ، ولا يدركُ وحدانيَّتكَ وجبروتكَ، ولا فائدةَ منه للعالم». قال له القدُّوسُ مباركٌ هو: «داود! أتسخرُ من المخلوقات؟ ستأتي ساعةٌ تحتاج فيها إليهم فتعرف لماذا بُرئوا».

وعندما اختبأ [داودُ] في المغارةِ [خوفاً] من الملكِ سؤول (شؤول)، أرسلَ القدُّوسُ مباركٌ هو عنكبوتاً فنسجتْ خيوطَها على فمِ المغارةِ وأغلقتْه. وصلَ سؤولُ ورأى نسيجَ [العنكبوت]، فقال: «لم يدخل [ابن] آدمَ إلى هنا قَطُّ، فلو دخلَ أحدٌ لكان قد مزَّقَ بيتَ العنكبوتِ قطعاً صغيرة»، ثمَّ مضى دون أن يدخل. وعندما خرج داودُ ورأى العنكبوت، قبَّلها وقال لها: «مباركٌ بارئُكِ ومباركةٌ أنتِ! يا ربَّ العالمين، من يصنعُ كصنائعكَ و[من له] جبروتكَ؟ فكلُّ صنائعكَ طيِّبة»…”.